حبوب السعادة وهم أ م حقيقة ؟
لا شك أن السعادة صناعة، يسهل تصنيعها واكتسابها من الآخرين بسهولة، بشرط واحد هو “الصدق”، أن تكون صادقا في محبتك، تسعد أنت وتسعد الآخرين. إذن السعادة سعادة القلب، تأتي من داخلك لتبثها في الآخرين، هذا ما تعارف عليه الناس، لكن هل من الممكن إذا عانى إنسان من الضيق أو الاكتئاب أو شيء من الحزن، أن يحصل على عقار من الصيدلية ليصبح سعيدا فرحا ؟ هل يوجد شيء اسمه حبوب السعادة ؟
صنّاع السعادة:
الطريق إلى ” السعادة ” ليس مفروشا بالورود، لكنه يحتاج كثيرا من النوايا الحسنة، وحسن الظن بالله تعالى، يقول الله تعالى في الحديث القدسي الشهير ” أنا عند ظن عبدي بي ” فالتفاؤل وتوقع الخير يصنع البهجة ويفتح الأبواب المغلقة لتدخل السعادة إلى القلوب الحزينة.
من أعجب ما تقرأ أن أشهر صناع السعادة، ومن قضوا حياتهم كلها في القاء النكات وارسال القفشات الضاحكة وسجلتها أفلام السينما وقاعات المسارح ماتوا بداء الحزن، ولعل السيرة الشخصية للفنان الكوميدي المصري الشهير ” إسماعيل ياسين” تخبرنا بالكثير عن مرض الاكتئاب الذي لازمه حتى وفاته، فليس كل من يضحك هو سعيد بالضرورة، فربما يقف نجم الكوميديا على خشبة المسرح، وهو ممزق القلب لمرض ابنه، أو مشكلة كبرى يتعرض لها، إنه مجرد العمل وأكل العيش.
الدرس المستفاد: لا تغرنك الصور والأشكال، لا القهقهات العالية دليل السعادة ولا الألوان المرشوشة على الوجوه دليل الجمال، لابد من لحظة ما يرجع فيها المهرج إلى طبيعته ولاعب السيرك لابد ان ينزل من على الحبل.
البعض يتخيل أن نجمته المفضلة وجميلة السينما الأولى إذا قابلها وهي غير متأهبة لاستقبال الجمهور صانع جماهيريتها سيجدها بنفس الصورة التي حفرها الاعلام في ذهنه، هي بنت حواء طبيعية، تمرض وتأكل وتشرب وكل حياتها طبيعية لكنها الميديا صانعة الوهم.
بديل حبوب السعادة:
الوهم الأكبر حقيقة، أن تبحث عن السعادة في بيوت الآخرين ولا تسعى لصناعتها داخل بيتك، أن تبحث عنها على شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتك منقطعة بأقرب الناس إليك، ارفع عينيك عن تليفونك أو جهازك اللوحي وانظر حولك ستجد من هم أحق بالتواصل وعندهم بقليل من الاهتمام كل السعادة.
سنعقد اتفاقا، نحاول أن نطبقه، أعلم أن وضع الخطط والجداول أمر مرهق، والأشد ارهاقا تنفيذ ما في الجدول، لكنها مجرد محاولة، اليوم 24 ساعة، 8 ساعات من النوم الهنيء، و 6 ساعات عمل باقي عشر ساعات ما بين عبادة وتناول طعام ولعب ودخول على شبكات التواصل، المطلوب فقط يوميا مجرد ساعتين، أغلق جهازك المحمول، وتحديدا شبكة الانترنت، إنها اللحظة الفارقة، ساعتان بلا انترنت، أخيرا .. أنت حر . خذ نفسا عميقا، ابحث عن رفقائك القدامى في ارجاء المنزل. تذكر جيدا .. بالتأكيد كان هناك بشرا يعيشون معك، سلم عليهم بحرارة، واستقبل منهم التهاني بسلامة الوصول، مرحبا بك على الأرض… أرض السعادة.
اقرأ أيضا: السعادة في القرآن الكريم والسنة النبوية..أسرار لابد أن تطلع عليها
حبوب السعادة:
هل يوجد بالفعل عقارا أو حبوب يتناولها الإنسان فيجد السعادة في الحال ؟ السؤال الصعب: هل السعادة من الممكن أن تباع وتشترى ؟
الحقيقة ان علماء من جامعة استرالية كبيرة هي جامعة كوينزلاند أكدوا أنهم قاموا بتطوير نسخة مصنعة ومحسنة مما أطلقوا عليه “هرمون الحب والسعادة” على حسب موقع Technology.org.
الأسئلة كثيرة: هل حبوب السعادة آمنة ؟ هل متوفرة في الصيدليات ؟ هل يسهل شراءها ؟ هل من الممكن أن تؤدي إلى الادمان ؟
بعض علماء الأحياء قالوا ان هذا العقار الجديد المطور من الأوكسيتوسين الصناعي وأكدوا أنه غير ضار بجسم الإنسان على الإطلاق، وليس له أي آثار جانبية، على عكس “الأوكسيتوسين ” الطبيعي وهو هرمون يفرزه الجسم في حالات الحب والسكينة، و اذا تم افرازه بشكل زائد عن الحد قد ينتج عنه ظهور أمراض القلب الخطيرة، وقد تؤدي للوفاة أحيانا.
السؤال الأخير: حبوب السعادة هل تجلب السعادة ؟
الإجابة : أشك في ذلك.