على من تجوز الزكاة ؟ وما الزكاة الواجبة للمستحق في مال كل مسلم تجب عليه الزكاة، حسب ما ذكر في كتاب الله عز وجل، والزكاة أحد فروض الإسلام الخمسة، واجبة على كل مسلم عاقل بالغ مقتدر إذا امتلك نصابا معينا، على كل رزق أتاه الله له من مال وزرع وذهب وغيره.
ركن الزكاة:
قال رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث:” بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً”، فالزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام، فلا يصح إسلامه الرجل إلا بإيتاء الزكاة لمن يستحقها، كما أمره الله بذلك.
على من تجوز الزكاة في الإسلام:
لم يترك الله جل في علاه، عباده هكذا، يأمرهم بالأمر، دون توضيح له، فهو سبحانه وتعالى خبير بعباده وأفكارهم، وتساءلهم الذي لا ينتهى، لهذا أجابت الآية الكريمة، على من تجب الزكاة، ومن يستحقها، في ثمان مواضع ذكروا بكتاب الله في قوله ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، الآية (60) من سورة التوبة.
ويلقب مستحقو الزكاة بالمصارف الثمان، وفيما يلى نوضح مصارف الزكاة مع شرح مبسط .
الفقراء والمساكين:
الفقراء هم في المرتبة الأولى للحاجة لزكاة المال نظراً لأنهم لا يملكون قوتهم وقوت ذويهم، بينما المساكين قد يملكون بعضاً من القوت وليس كله وما يحتاجونه هو كمالةً متطلباتهم هم وأهليهم، لهذا فأول من هو مستحق الزكاة هو الفقير والمسكين، ومساعدتهم في سد حاجتهم، لذا فرضت الزكاة ليأخذوا منها نصيبهم المفروض، ولأن الزكاة تخرج بعد مرور عام، فعلى مخرج الزكاة أن يعطى مستحقيها من الفقراء والمساكين بكفاية عام من محصول أو مال.
العاملين عليها:
هم أهل العمل في مستحقات الزكاة، والعاملين فيها، ويجب اعطائهم نصيب من الزكاة سواء كانوا أغنياء أو فقراء، لا يفرق هذا في استحقاقهم للزكاة، إنما إذا كانوا فقراء فقد تعطيهم كفاية العام إذا كان نصيبهم من الزكاة كعاملين لا يكفى، لأن هذه الحالة يصبح من مستحق الزكاة بصفتين هما فقير وعامل عليها.
اقرأ أيضا: مقدار زكاة الفطر: صاع من تمر وصاع من شعير ..تعرف على المقدار في عصرنا الحالي
المؤلفة قلوبهم:
الإسلام دين عطاء وسماحة، لهذا، ظهرت، في عطاياه وكرمه، فكان فرض الزكاة للمؤلفة قلوبهم نوع من أنواع توكيد كرم المسلم وسماحة قلبه، فالمؤلفة قلوبهم هم من دخلوا الإسلام حديثاً ، فيعطون الزكاة ترقيقا لقلوبهم وتثبيتها على الدين كنوع من أنواع الدعم والمساعدة.
ويجب ذكر وقوع خلاف بين أئمة الإسلام حول ماهية المؤلفة قلوبهم، بين وجوب المصلحة العامة للمؤلفة قلوبهم، كإعطاء سيد قومه الزكاة لترقيق القلب ودعوة البعض الآخر التابع له، أو جواز إعطاء مستجد الإسلام وحده كمصلحة شخصية بثبوت قلبه هو فقط.
في الرقاب:
وهي ثلاث مواضع جاز فيها الزكاة لأهل الرقاب وهم:
- أسير تم تحريره من أسره بمال الزكاة، بعد فشل كل محاولات التحرير الممكنة، يصح هنا تحريره من مال الزكاة.
- عتق عبد مسلم من سيده، يحل فيها مال الزكاة لعتق رقبته.
- سداد الدين عن شخص ما مسلم غير قادر على دفع دينه، يجوز دفع الدين عنه من مال الزكاة.
الغارمين:
يعرف الغرم بأنه الدين واجب الدفع، وهو ينقسم لنوعين:
- نوع غرم سداد الحاجة.
- غرم ذات البين.
وغرم سداد الحاجة هو عبارة عن حاجة مسلم لدين وعدم مقدرته على سداده، وعندها يسد دينه من الزكاة، أما غرم إصلاح ذات البين فهو عبارة عن دفع مال لفض النزاعات و الخلافات بين قومين وحثهم على الصلح، فذات البين هو نفقة الصلح لفض نزاع او شجار بين المسلمين.
فى سبيل الله:
على من تجوز الزكاة : في سبيل الله والمعنى المقصود بهذا، كل خير ينفق في أي مجال من المجالات هو في سبيل الله، مثل الإنفاق على يتيم أو اخراج المال لصالح مستشفى يعالج أحد الأمراض الخطيرة كالسرطان وغيره، وكذلك الانفاق على طالب العلم، فالعلم في ذاته نوع من أنواع الجهاد للحصول على المعرفة أيا كان نوعها.
ابن السبيل:
هو المسافر بعيدا عن بلاده وأهله، ونفذت مؤنته من الزاد والمال، يحق إخراج الزكاة له، حتى يعود لأهله ودياره.
على من تجوز الزكاة على أحد الثمان السالف ذكرهم، ومن وضعهم الله محل حاجة لإخراج الزكاة لهم، بالنظر والتمعن في أوضاعهم، تجد أنهم حقاً أشد الناس حاجة للمساعدة، ومد يد العون وبهذا يجمع الله عباده على المحبة والتعاون والسلام بفرض الزكاة والصدقات وغيرها من تعاليم دين الإسلام الحنيف.
المصادر:
- القرآن الكريم.
- كتاب فقه السنة للشيخ السيد سابق.
- صحيح البخاري ومسلم.
- شرح كتاب الزكاة من زاد المستقنع – فهد المطيري.