مصارف الزكاه كثيرة وهو سؤال لا يعرف اجابته عدد لا يستهان به من الناس، والزكاة أحد أركان الإسلام الخمس، وهو فرض ديني فرضه الله على المسلمين، وهي عبارة عن إنفاق جزء من المال على الفقراء والمحتاجين، وكلمة الزكاة في اللغة العربية تعني الطهارة والبركة، وسُميت بهذا الاسم لأنها تزيد من المال الذي أٌنفقت منه، وتبارك فيه وتطهره، لقوله تعالى في كتابه العزيز: “خُذ من أموالهم صدقةً تُطهرهم وتزكيهم بها”، كما قال أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية عن الزكاة: “نفس المُتصدق تزكو، وماله يزكو، يَطهر ويزيد في المعنى”.
مصارف الزكاه في الاسلام:
مصارف الزكاه: ذكر القرآن الكريم ثمانيةً من مستحق الزكاة، وهم كما جاء فيه قال تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةٌ من الله والله عليم حكيم”.
الفقراء والمساكين:
يُعتبر الفقراء أشد حاجةً واحتياجا للزكاة أكثر من المساكين، حيث لا يجد الفقراء ما يسد حاجتهم ولا حاجة من يعولونهم طوال العام مثل المساكين الذين يجدون ما يسدون به حاجتهم لفترة معينة من السنة، ولذلك يتم إعطاء الفقراء والمساكين من أموال الزكاة ما يسد حاجتهم لمدة سنة كاملة، حيث أن الزكاة لا تُدفع إلا مرة واحدة في العام أو الحول، ولذلك يجب أن تَخرج ما يَكفي حاجة مُستحقيها لمدة عام كامل، سواء كانت هذه الزكاة مادية أو عينية.
العاملين عليها:
وهم الفئة الذين يتم تعيينهم من ولي الأمر بالدولة، لجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها، وكتابتها، وتُعتبر الزكاة لهؤلاء الفئة نوع من أنواع المكافأة لهم جزاء هذا العمل الذي يقومون به، وليس لحاجتهم إليها، وتكون حصتهم من الزكاة بقدر ما يعملون في جمعها وتوزيعها وكتابتها، وفي حالة من كان يعمل في جمع الزكاة وتوزيعها من الفئة الفقيرة فيأخذ نسبته من الزكاة المُجمعة كأجر له، بالإضافة إلى زكاة المال التي تكفي لسد حاجته لمدة عام كامل.
مصارف الزكاه الشرعيه: المؤلفة قلوبهم
من مصارف الزكاه المؤلفة فلوبهم وهم الذين يتم إخراج الزكاة لهم بغرض تأليف القلوب، وترغيبهم في دخول الإسلام، مثل الكافر الذي يُعتبر دخوله في الإسلام مكسبًا للدين، أو شخص مُسلم بغرض تقوية إيمانه أو صلاحه ورجوعه للإسلام، أو يتم إخراجها لشخص سيء لدفع أذاه وشره عن المسلمين.
اقرأ أيضا: هل زكاة المال تخرج مال فقط ؟ .. الجواب الشافي من بطون الكتب
في الرقاب:
وقد قسم علماء المسلمين هذه الفئة إلى ثلاثة حالات، وهم من تجوز عليهم الزكاة.
الحالة الأولى:
شخص مٌسلم تم أسره من قِبل الأعداء أو اختطافه من قِبل أي شخص آخر، فيتم دفع المال لهؤلاء الخاطفين أو الآسرين له لفك أسره.
الحالة الثانية:
هي عِتق رقبة مملوكة لشخص ما.
الحالة الثالثة:
شخص مملوك اشترى نفسه بالدين ويتم إعطاؤه من الزكاة حتى يُسدد هذا الدين، ويسمىى في الفقه الإسلامي ” المكاتب”
الغارمين:
تعرف كلمة الغُرم على أنه الدين، وهو نوعين الأول لسد حاجة الشخص، حيث يقوم الغارم بالاستدانة لسد حاجته، ولا يستطيع سداد هذا الدين فيما بعد، ويتم إعطاؤه من الزكاة لهذا الغرض، أما النوع الثاني من الغُرم فهو الذي يكون بهدف الإصلاح بين المتخاصمين من المسلمين، ولا يستطيع الغارم سداد هذا الدين، ويتم إعطاؤه من الزكاة لهذا الغرض.
في سبيل الله:
الإنفاق في سبيل الله، بذل المال في كافة وجوه الخير، وهي لا حصر لها، وكل عمل خير أو معروف هو في سبيل الله، وذلك مثل إخراج الزكاة لطالب العلم، وذلك بغرض توفير المسكن والطعام له، وتفرغه فقط لطلب العلم.
ابن السبيل:
من مصارف الزكاه ابن السبيل، حيث يُعتبر ابن السبيل الشخص المُهاجر أو المُسافر وانقطع عن أهله وبلده، ويتم إخراج الزكاة له بهدف مساعدته في الرجوع إلى بلده وأهله حتى ولو كان غنيًا ولا يحتاج هذه الزكاة.
في الختام وبعد معرفة مصارف الزكاه يجب التنويه على أن من يبخل أو لا يقوم بإخراج زكاة ماله فيستحق العقاب في الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير”، أما من امتنع عن إخراج الزكاة مُنكرًا وجوبها فقد كفر بما فرضه الله، وخرج من ملة الإسلام، كما أن الزكاة تجلب السعادة للمسلم في الدنيا والآخرة، وتمحو الذنوب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “الصدقة تُطفيء الخطيئة، كما يُطفىء الماء النار”.
المراجع:
- القرآن الكريم.
- دار الإفتاء المصرية..
- شرح كتاب الزكاة من زاد المستقنع – فهد المطيري
- كتاب الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة – سعيد بن علي.