الصدقة تطفئ غضب الرب، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، واصفا أثر الصدقة الكبير، الذي يغفل عنه كثير من الناس، لدرجة أن الله تعالى إذا غضب على العبد لسوء أفعاله فإن نجاة العبد من غضب مولاه مرتبط بصدقة يخرجها بنية خالصة ولا مراء فيها.
الصدقة هي أفضل شيء يتقرب به العبد إلى الله عز وجل بعد أداء الفرائض وعمل الواجبات، خاصة غذا عرف المسلم أن الصدقة تطفئ غضب الرب.
تصدقوا .. الصدقة تطفئ
غضب الرب:
معنى الصدقة:
هي ما تعطي للفقراء وتكون مال أو لباس أو طعام، طاعة لله ورسوله وطلبا لرضا المولى سبحانه وتعالى، كما أن الإنفاق هو إخراج جزء من المال في طاعة الله والمباحات، وقال ابن علان: إن النفقة هي سائر المؤن من كسوة ونفقة و سكن على من يعول من زوجة وولد وخادم.
الصدقة تطفئ غضب الرب: صدقة السر:
الصدقة في السر أفضل من الصدقة في العلانية لقوله تعالى “إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” سورة البقرة الآية 271.
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم ما تنفق يمينه”، في الحديث الشهير الخاص بـ السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
الصدقة تطفئ غضب الرب فضل الصدقة:
فضل الصدقة لا يخفى على ذي لب، وبوجه خاص إذا كان الإنفاق خالصاً لوجه الله عز وجل:
- ذكر العلماء أن الصدقة لها عجائب، فإن لها تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء.
- الصدقة شفاء للمريض و دواء للعليل.
- تمحو السيئات و سبب في غفران الله للذنوب.
- تظل صاحبها يوم القيامة، وتشفع له.
- الملائكة تدعو للمتصدق.
- سبب في مضاعفة الحسنات ودخول الجنة.
- ويكفيها شرفا أنها أحد أسباب رفع غضب الله عن العبد.
وهناك الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحثنا على الصدقة وعلى أهميتها وأنها يجب أن تكون لمرضاة الله، فإنها تطفئ غضب الرب.
ما هي أنواع الصدقات:
تنقسم أنواع الصدقات إلى قسمين وهما:
الصدقات المالية:
- مثل التبرع بالرسوم الجامعية للطلاب المحتاجين.
- التصدق بالطعام والشراب وتسديد الفواتير لمحتاج.
- بناء المساجد أو أي منشأة تفيد عامة الناس مثل بناء مدارس أو المكتبات وغيره.
الصدقات المعنوية:
الصدقات المعنوية صدقات لا بذل فيها ولا عطاء جعلها الله أحد أسباب قرب العبد من ربه، ومن هذه الصدقات:
- التكبير والتهليل، والتسبيح، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة”.
أفضل الصدقات:
- الصدقة الخفية أفضل من الصدقة المعلنة لكي لا تجرح من مشاعر الفقر، فإذا تصدقت لابد ألا تقوم بالتشهير والتصوير كما يفعل البعض عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كن دائماً حنوناً وطيباً وراعي مشاعر الآخرين.
- الصدقة التي يقدمها الفقير إلى الأفقر منه، ينفق في سبيل الله وهو معه القليل، ولكنه صاحب قلب لين وشعر بالأفقر منه والأشد احتياجاً، فقام بمساعدته وهذا له عظيم الشأن عند الله عز وجل.
- الصدقة على ذي القربى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة”، وصانا الرسول بالتصدق على القريب، والأقربون أولى بالمعروف، فإذا كان لك قريب في احتياج شديد أو كرب، من الأولى أن تقوم بتفريج همه وقربه، وأن تتصدق عليه دون أن تجرحه وأن تراعي مشاعره.
- الصدقة الجارية التي يجب أن نتصدق بها عن الميت بعد وفاته، وذلك مثل بناء مسجد للميت أو الإنفاق على الفقراء أو إطعام أهل الميت، فكل هذا الجزاء يصل إلى الميت وينفعه كثيراً، وحسنات للشخص المتصدق أيضاً.
- التصدق على الجار وتعتبر من أفضل أنواع الصدقات، يتقرب بها العبد من ربه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، فيجب أن نهتم به وإذا كان في احتياج يجب مساعدته بقدر الإمكان.
لصدقة تطفئ غضب الرب شروط الصدقة المقبولة:ا
- يجب أن تكون نية المتصدق صافية وبعيدة عن التباهي والنفاق.
- يلزم أن تكون الصدقة لمن يحتاجها، فالصدقة تكون لكل فقير أو المحتاج·
- يجب أن تعطي أغلى ما تملك وليس ما لا تحتاجه، حتى يكون أجرك أفضل عن الله سبحانه وتعالى.
من أفضل أعمال الخير الصدقة لأنها ليست فرضا وإنما يفعلها المسلم عن رضا وقناعة ولذلك فإن الصدقة تطفئ غضب الرب فتصدقوا يرحمكم الله ويعفو عنكم، ويباعدكم عن النار، ويدخلكم الجنة من باب المتصدق.
المصادر:
- كتاب فضل الصدقة والإنفاق- عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي.
- كتاب الصدقة – عبد الله بن سليمان العتيق
- كتاب من عجائب الصدقة – خالد بن سليمان بن علي