تقرأ في هذا المقال:
المقدمة
السعادة كلمة من سبعة أحرف تعتبر منتهى ما يطمح إليه الإنسان في كل مكان، فمن منا لا يريد أن يحيا سعيدا؟ ولكن كل يسعى للسعادة التي ينشدها وكما يراها من منظوره الخاص، وربما قضى عمره يبحث عن سعادة يطمح لها بينما سعادته الحقيقية أمامه وبين يديه ولا يفصله عنها سوى أن يراها ويدركها.
في السطور التالية نتناول الكثير من الجوانب عن تلك الغاية المنشودة ومعناها وأجمل ما قيل فيها وكيف يمكن لكل فرد أن يعرف طريقه لبلوغها.
السعادة
في البداية، دعونا نتفق أن الحديث عن هذه الكلمة السحرية في حد ذاته من الأمور التي تولد شعورا خفيا بالسرور، على سبيل المثال، يمكن القول أن الطريق لبلوغ مكان التنزه مثلا يعتبر بداية الشعور بالاستمتاع بالرحلة لما يحمله من آمال عريضة بالارتياح وقضاء وقت ممتع.
السعادة ككلمة، تجدها مقترنة بالرضا والراحة النفسية وراحة البال، وهي أمور لا يمكن رؤيتها أو لمسها، بل هي شعور داخلي يولد التعبير عن الفرح والابتهاج والسرور.
السعادة هي (ما هو مفهوم السعادة؟)
يختلف مفهوم تلك الكلمة و تعريفها من شخص لآخر حسب منظوره، فمنهم من عرفها بمفهوم فلسفي بحت، وآخرون نظروا إلي الجانب النفسي وفريق ثالث اعتبرها مسألة نسبية تماما، بينما رآها غيرهم غاية لا يمكن إدراكها.
وعلى سبيل المثال، نذكر:
- اعتبرها أرسطو هبة من الله وقسمها إلى أبعاد خمس، وهي: الصحة ، وسلامة العقل والعقيدة،، الثروة ، النجاح وتحقيق الأهداف ،والسمعة الطيبة بين الناس.
- وهذا أفلاطون، أحد كبار الفلاسفة، يرى أنها تكمن في أن يتحلى الفرد بمكارم الأخلاق وأن سعاده المرء الكاملة إنما تتحقق في العالم الآخر.
- أما غالبية علماء النفس، فقد عرفوها على أنها الشعور بالرضا العام عن الحياة، والإحساس باعتدال المزاج.
السعادة في الإسلام
خلق الله تعالى الإنسان وألهمه رشده ليختار يكون سعيدا أم شقيا، والراحة والسرور الحقيقي للمسلم في الفوز بالجنة والخلود فيها في الدار الآخرة . لكن لم يغفل الإسلام أهمية إسعاد المسلم في الدنيا، بل منحه كل السبل لتحقيقها والمتمثلة في اتباع المنهج الرباني الذي وضعه الله تعالى للبشر ليكون من السعداء في الدارين.
فمن يبلغها في الدنيا ويدركها بمعناها الحقيقي، يكون حتما في طريقه لنيلها بصورتها الدائمة في الآخرة، فما الدنيا إلا بوابة ومزرعة تجنى ثمارها في الحياة الدائمة في دار البقاء.
أجمل ما قيل في السعادة؟
لعل أجمل ما قيل عن تلك الغاية الرائعة هو كلام المولى عز وجل في القرآن الكريم ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ سورة هود: 108.
المؤكد أنها تكمن في الحياة الهانئة في الآخرة حيث الخلود بلا فناء، لكن كما ذكرنا عاليا، الدنيا هي دار معاشنا وكل إنسان يسعى لسعادة الدارين، وهو من الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أرشدنا لندعو بخيري الدنيا والآخرة.
ومن أجمل ما قيل عن السعادة نذكر ما يلي:
- أجمل لحظات الفرح ينعم بها من يصنعون السعادة للآخرين، فما أجمل العطاء.
- تجدها في بسمة طفل تصنعها له لتمحو عنه آثار حزن خلفه قسوة البشر.
- أن تكون ذا أثر طيب ويذكرك الجميع بالخير، يمنحك الشعور بمنتهى السرور.
- السير في طريقها وانتظار الوصول إليها ، ما هو إلا الحياة السعيدة بعينها.
- سعادتك قرارك، متى اتخذته هبت نسائمها عليك وأتتك طائعة.
- افتح قلبك للبشر وعش أفراحهم وأحزانهم، تأتيك سعادتك من كل مكان.
- اتق الله حيثما كنت، تنعم براحة البال والرضا وتحيا سعيدا في دنياك، وتنال الجائزة الكبرى في دار البقاء.
- امتلاك الشجاعة في مواجهة الأزمات، سبيلك للشعور بمنتهى السرور.
- العلاقات الاجتماعية الدافئة، من أسباب بلوغ منزلة السعداء.
ماذا قال رسول الله عن السعادة؟
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، ( أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء . وأربع من الشقاء : المرأة السوء ، والجار السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق ) رواه الحاكم وأبو نعيم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (887) .
والحديث هنا عن راحة الدنيا ، المقيدة ، بينما الراحة المطلقة هي الفوز في الدارين ، الدنيا والآخرة.
أما سعادتنا المطلقة ، طريقها معروف، وقد وردت فيها أحاديث كثيرة تبين طريق أهل السعادة، منها ما رواه علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قَالَ : كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخصرة فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ :
( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ منفوسة إلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً “. فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ؟
قَالَ : ” أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ “. ثُمَّ قَرَأَ : ” { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } “. الْآيَةَ. البخاري( ١٣٦٢) مسلم(٢٦٤٧).
السعادة الحقيقية
تكمن في الرضا والشعور بالراحة النفسية وذلك لا يكون إلا باستشعار حلاوة الإيمان التي حدثنا عنها رسول الله لى الله عليه وسلم في الحديث الشهير، حيث قال: “ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ”.
وتتلخص أسباب بلوغ المرء تلك الغاية التي وردت بالحديث فيما يلي:
- أن يكون الله -سبحانه وتعالى-، ورسوله – صلى الله عليه وسلم – أحب شيء في نفس المرء.
- أن يحب الإنسان غيره لله، وفي الله.
- ثم أن يقدر نعمة الإيمان، ويكره العودة للكفر كما يكره الوقوع في النار.
عبارات عن السعادة (كلام عن السعادة)
ما أجمل أن يتعرف الإنسان على مكمن السرور والفرح في داخله، نعم لكل منا مدخل للحياة السعيدة، قد يكون في ترك خصلة سيئة، كالكذب مثلا فيحدث أن يتخلص الإنسان من عبئه وتبعاته ويبدأ رحلته مع الفرح والحب، أو في اكتساب صفة إيجابية كالصبر وسعة الصدر، وعندها تفتح آفاق جديدة وتمتلئ الدنيا بالأحباب بعد أن يتسع القلب للجميع فيشعر المرء كأن بوابة السعادة قد فتحت له، وهكذا.
ولمزيد من التوضيح ولنحيا في رحاب تلك الحالة المثيرة، ننقل عن أصحاب التجارب، كلام عن السعادة :
- لا تنتظر شخصا ما ليحقّق لك السرور والارتياح الدائم، اسعَ بنفسك لتحقيقه ذلك.
- اتخذ القرار بسعادتك، اسع لها واستعن بالدعاء، فالدعاء يصنع المعجزات ويبدل الأقدار.
- إسعاد الآخرين لن تنقص من سعادتك، بل تزيدها، فكن دوما مصدر سعادة غيرك لتسعد معه.
- كلما داهمك حزنا ما، قابله بذكر نعمة عظيمة من نعم الله، استشعر قدرها، تخيل حياتك بدونها، ستجد فرح خفي يطرق بابك.
- الرضا والقناعة والسعي الجاد وفهم طبيعة الدنيا، وحسن الإعداد للآخرة،من أهم أسباب الحياة الهانئة.
| اقرأ أيضا: الصدقة بالملابس: 5 فوائد تفتح لك أبواب الجنة
السعادة في الحياة
تلك الحالة في الحياة تنبع من داخل كل منا، فالسعيد من يعظم اللحظات الجميلة في حياته وأن يحيط نفسه بما وبمن تحبهم ، وأن يتعامل مع منغصات الحياة بمنطق أنه قادر على تحملها وإزالة أسبابها، وأن كل مر سيمر.
كما يجب التحلي بصفات الإنسان السعيد، والسعي دوما نحو التخلص من أي صفات سلبية وتعزيز القيم الإيجابية وتطوير الذات نحو الأفضل لتحقيق نجاحات في كافة المجالات لجلب السعادة.
ومن عوامل الشعور بها في الحياة:
- الحياة ببساطة مهما كانت الظروف.
- أن يعيش اليوم بيومه، لا بكاء على ما فات، ولا هم بما هو آت.
- حسن الظن بالله والتفاؤل والثقة بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
- الحرص على العطاء دوما و تقديم يد العون للآخرين.
- الرضا بكل أقدار الله وتجنب السخط وقلة الحمد.
- الإكثار من العبادات الروحانية والسعي دوما نحو مزيد من القرب من الله عز وجل.
كلام عن التفاؤل والسعادة (عبارات عن السعادة والتفاؤل)
لتحيا سعيدا، تحتاج لتحديد متطلبات الحياة في حدود المتاح، والابتعاد عن التفكير في الأشياء البعيدة المنال، وهذا لا يعني ألا يكون المرء متفائلا وطموحا، فلا تعارض بين الرضا بالواقع والسعي نحو تحقيق الأحلام المشروعة، وليس أدل على ذلك من قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم” ويعجبني الفأل”.
- التفاؤل هو الحلم بمستقبل أفضل.
- ازرع بذور سعادتك تحت قدميك، ستزهر وتنبت مع الأيام.
- ابتسم دوما حتى لو لم تجد ما يسعدك، فابتسامتك كفيلة باستدعائه.
- الرغبة في الإنجاز والتفاؤل بمستقبل أفضل من أكثر الأمور التي تولد تلك الحالة الرائعة.
- التفاؤل يصنع سعادة خفية تدفعك لبذل المزيد وتحقيق نجاحات تمنحك الكثير من الشعور بالفرح والطمأنينة.
- اتبع ما أمر الله به، واقنع بما قسمه لك، وأرضى بما قضاه عليك، تكن أسعد الناس.
- اسأل قلبك قبل كل خطوة تخطوها:وافعل ما يقربك من ربك وكن راضياً بما اختاره لك.
| اقرأ أيضا: حبوب السعادة بين الوهم والحقيقة .. كلام مفيد جدا
كلمات عن السعادة والحب
من أهم ما قيل عنها أنها تحتاج إلى التحلي بالثقة بالنفس وتقدير الذات، و التدرب على التحكم بالحالة النفسية والقدرة على الإنجاز والقيام بالأعمال ، والحرص على تكوين شبكة علاقات اجتماعية إيجابية وناجحة، مع عدم إهمال الترفيه عن النفس لإدخال السرور عليها.
ومن الكلمات التي يمكن إدراجها في قاموس السعادة، اخترنا ما يلي:
- توقف عن القلق وتحلى بالقوة والرضا لتنال راحة البال والطمأنينة.
- اتعظ بغيرك ولا تكرر أخطاء الغير.
- كن سهلا هنا لينا، ولا تتعنت في الأمور ولا تنشغل بما ورائها، تنعم بسعادة دائمة.
عبارات بالانجليزي عن السعادة
نستعرض الآن مجموعة من العبارات عنها وترجمتها إلى الإنجليزية يمكن الاختيار من بينها ومشاركتها مع أحبابكم:
- هي الهدف والغاية التي يريد ان يصل اليها كل شخص في هذه الحياة.
- Happiness is the goal and purpose that every person wants to reach in this life.
- لا تنتظر أن يمنحك أحد سعادتك، بل فتش عنها بنفسك داخل نفسك.
- Don’t wait for someone to give you happiness, but search for it yourself within yourself.
- لو عجزت عن إيجاد سعادتك، حاول سعاد غيرك وانعم معه بها.
- If you are unable to find your happiness, try to make someone else happy and enjoy happiness with him.
- هي شعور معدي، لذلك جاور السعداء تسعد معهم.
- Happiness is contagious, so stick around with happy people to be happy with them.
الخاتمة
أوضحنا الكثير عن السعادة وعرضنا عشرات الجمل والتعريفات الخاصة بها، وفي النهاية، تبقى معاني تلك الكلمة سر خاص بكل إنسان على حدا، فالكل منا متطلبات خاصة يحتاج لتوفرها ليكون سعيدا، ولا يسعنا قبل أن نختم مقالنا إلا أن نوجه نصيحة غالية للجميع، وإن لم يكن لك ما أردت، فأرد ما يكون وارض به، لتنال ولو قسطا منها بالتأكيد سيجلب لك المزيد .
اقرأ المزيد:
| اقرأ أيضا: مقدار زكاة الفطر: صاع من تمر وصاع من شعير ..تعرف على المقدار الشرعي
| اقرأ أيضا: ماذا يحدث قبل يوم القيامة بيوم: علامات الساعة الكبرى!
| اقرأيضا: الحمد لله: تعرف على آيات الحمد في القرآن والسنة وكيف تحمد الله تعالى
اقرأ أيضا: التجارة مع الله: تجارة الربح العظيم …. ربح البيع أبا يحيى
| اقرأ أيضا: أسباب السعادة في القرآن الكريم 4 مفاتيح لسعادة الدارين
تعليق واحد على “السعادة سبعة أحرف مجرد ذكرها يفتح لك باب راحة البال”
محتوى رائع
نشكركم