صلاح عطية … ملياردير الغلابة الذي حسده كبار رجال المال و الأعمال

صلاح عطية، رجل بأمة كاملة، كان تفكيره للمستقبل ومن أجل خير هذا الوطن، وعندما فكر في مشروع لينتفع به من حوله كان اختياره اختيارا ذكيا، فقد اختار مجال التعليم، وتحديدا التعليم الأزهري، لا يبتغي لنفسه مالا ولا شهرة ، فقد رزقه الله من فضله الكثير، لكنه كان عنده هدف آخر

أن ينفع الآخرين وكل من حوله بشيء ذا قيمة ، شيء يعيش ابد الدهر، وهكذا فعل، وهكذا عاش المهندس صلاح

لا شك أن ما يبقى الإنسان خالدا هو عمله الصالح وسيرته الطيبة بين أهله و الناس الذين عايشوه وتناقلوا ما كان له من فضل بعد الله على أمته. واحد من هؤلاء العظماء هو المهندس صلاح عطية، هذا الرجل الذي يعادل أمة، بما في قلبه من خير انعكس على كل من عرفه.

صلاح عطية ملياردير الغلابة:

شخصية مصرية كان لها أثر إيجابي كبير بما قدمه لأهل قريته من انجازات جعلته يحظى بكل الحب و التقدير منهم و يستحق بجدارة لقب رجل بأمة.

اقرأ أيضا: عمر المختار .. شيخ المجاهدين الذي قهر الإيطاليين

ولد صلاح عطية في 18 من مارس سنة 1946 م ، في أرياف مصر و بالتحديد في قرية تفهنا الأشراف الواقعة في مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية . وقد نشأ المهندس صلاح عطية في أسرة فقيرة ، وقد بدأ رحلة نجاحه كرجل أعمال مصري وملياردير في عام 1974 م ، حيث قام بعد تخرجه في كلية الزراعة بالاتفاق مع مجموعة من الشباب الذين تعرف عليهم خلال فترة تجنيده في الجيش على تهيئة مزرعة لتربية الدواجن، و قد بلغت تكلفة هذه المشروع الصغير وقتها مبلغ ألفين جنيه مصري.

صلاح عطية والشريك العاشر

إن الطبيعة الخيرة و النفس النقية لعطية ، جعلته يتفق مع شركائه عند عقد الشراكة  على تخصيص نسبة من إيرادات مشروعهم للأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء و التي بلغت في بادئ الأمر نسبة 10 بالمائة ، وبعد أن حقق مشروع الدواجن أرباح أكثر من المتوقع زادوا النسبة للضعف أي 20 بالمائة من الإيرادات أصبحت مخصصة لما سموه ب ” سهم الشريك الأعظم “، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد فقد زادت النسبة إلى 30 ثم 40 في المائة لتصل أخيرا إلى 100 بالمائة من إجمالي مشاريع بلغ عددها 10 مزارع.

اقرأ أيضا: الحرب العالمية الثانية: الكارثة العالمية التي شاركت فيها دولة عربية وحيدة

صلاح عطية تاجر مع الله

لقد كان حياة المهندس مكللة بعدد كبير من الأعمال الخيرية التي خدم بها مجتمع بكل تفان ، فقد أنشأ العديد من المعاهد الدينية و حقق انجازا غير مسبوق بإنشاء جامعة أزهرية في قريته.

وتمثلت مجموعة انجازاته فيما يلي :

• مركز ديني اسلامي متكامل في قرية تفهنا الأشراف .
• مجموع ست معاهد دينية أزهرية لمختلف المراحل التعليمية من الابتدائية وحتى الثانوية.
• إنشاء محطة لسكة الحديد .
• إنشاء كلية لتدريس الشريعة و القانون.
• إنشاء كلية تجارة مخصصة للبنات وكلية لأصول الدين و أخرى كلية تربية .

وقد تعدى نطاق شغفه بالعمل الخيري ومساعدة المحتاجين قريته إلى قرية الصنافين في منيا القمح بالشرقية ، حيث قام بالتنسيق مع الأهالي فيها بجميع تبرعات كان هو أول المساهمين فيها ، وتم إنشاء معهد للبنين وآخر للبنات من هذه التبرعات . وقد أشرف على تشكيل عدة لجان منها لجنة جمعت المهندسين الزراعيين المحالين على المعاش اهتمت ببحث طرق رفع المنتوج من المحاصيل الزراعية ، ولجنة أخرى للشباب و غيرها للتعليم .

ساهمت انجازات المهندس صلاح في تأسيس بيت مال للمسلمين بمسقط رأسه ، و لجان للمصالحة بين أهالي القرية و مجموعة من المصانع كانت وقفا يتم من خلالها الإنفاق على المشاريع الخيرية في قرية تفهنا الأشراف.

صلاح عطية المصري (مهندس جمع التبرعات)

صلاح رغم ما وصل إليه من مكانة بين الناس ورغم الأموال التي جمعها بعرق جبينه حتى أصبح أحد المليارديرات التي يشار إليها بالبنان لم يكن يحب الاعلام والظهور عبر وسائله المختلفة حتى أبسط الأمور أن يكون حساب على أحد وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك أو تويتر  أو غيره فقد كان يؤمن بقيمة ” صدقة السر ” ومكانتها عند الله رغم أن كل حياته وكافة أعماله كانت موجهة لأعمال الخير وأبواب البر بعيدا عن الأضواء ومحاولة التكسب بالشهرة او غيره.

بعض الجمعيات الخيرية كانت تستعين به لإقناع الناس بالتصدق واخراج المال في سبيل الله فقد كان مشهودا له بعبقريته في طريقة العرض والكلام والتأثير في الناس.

 فإذا نزل بقرية أو بلد ليلتقي بأهلها في جمع من الناس لإقناعهم بالتبرع لصالح مشروع خيري أيا كان المشروع كان يقول : ” هذا المشروع  خيره سيعود عليكم أنتم ونفعه لأولادكم من بعدكم واعلموا أن المبلغ الذي ستجمعونه الآن لصالح المشروع  سأتبرع أنا شخصيا بنفس المبلغ الآن وفورا فإن جمعتم 100 جنيه مثلا سأدفع 100 جنيه أنا أيضا أما إذا وصل المبلغ لمليون جنيه فسيكون تبرعي على نفس القدر تماما “

مثل هذا الكلام كان له تأثير السحر في نفوس الناس فيخرجوا كل ما لديهم من أموال وما في مقدورهم من أشياء عينية قد تكون ذهبا أو فضة أو مجرد ذكر بط أو خروف يربيه فلاح في بيته.

يضع المهندس الطيور و الحيوانات أمامه ويفتح عليه مزادا:

– هذه البطة سعرها 200 جنيه من يشتريها لله ب 400 جنيه ويدفع الآن ؟

جنازة صلاح عطية

انتقل المهندس صلاح عطية إلى رحمة الله تعالى في الحادي عشر من يناير سنة 2016 م ، عن عمر وصل إلى 70 سنة و قد كانت وفاته بعد صراع طويل مع مرض الكبد . وكانت جنازته كالعرس الضخم ، حيث حضرها عدد كبير من المشيعين على غير المألوف قدره البعض بمليون شخص لتكون من أكبر الجنائز التي شهدتها مصر فيى عصرها الحديث.